كان الفنان عبدالرحمن مرعي يدرس تخصص الهندسة عندما لعب القدر بمسرى حياته و إمتحنه بمرض السرطان بالوجه، خلال تلك المرحلة الصعبة إضطر فيها الفنان المكوث بالمستشفى لفترات طويلة مع فقدان قدراته على الكلام بوقتها، و كان المنفذ الوحيد له للتواصل مع العالم الخارجي من خلال الكتابة، وكانت ها هنا المحنة التي ولدت من رحم المحنة، حيث إكتشف في مكنونات نفسه حبه للخط العربي و إبداعه بتشكيل الحروف بالخطوط العربية المختلفة، فأصبحت المحبرة و الأقلام و الورق هم أدواته لبناء العالم فيما حوله و الطوق الآمن للنجاة مما أصابه. 

بعدها حول عبدالرحمن دراسته من الهندسة إلى العلاج الطبيعي ومن ثم تخصص بالعلاج بالفن، أنتج عبد الرحمن أولى أعماله وأهداها للأهل والأصدقاء، كما أنه أصبح يُقدِّم هدايا من صنع يديه في المناسبات الإجتماعية. وكانت لوحات الخط العربي بالذات تعجب الناس من حوله، وبدأ من يعرفه يطلب منه رسم لوحات، فبدأ بالبيع حتى زاد الطلب على لوحات الخط، لذا درس الخط العربي في الجامعة الأردنية بشكل عميق وشامل وتلقّى بعض دورات المبيعات وبدأ مشروعه الخاص "مداد" منذ عام ٢٠١٩.

أطلق عبد الرحمن على مشروعه اسم "مداد" وهو الاسم العربي القديم للحبر.

يقوم هذا المشروع على صناعة لوحات مرسومة بالخط العربي، والرسم من خلال الخط العربي على خامات ومقاسات مختلفة، مع إمكانية تصميم أعمال خاصَّة بطرق مبتكرة وجذّابة. يستعمل عبد الرحمن في مشروعه "مداد" الورق متعدد الخامات من القطن أو الكتان أو البردى، ويتم صقله يدوياً باستخدام النّشا وبياض البيض، كما هنالك أوراق عضوية خالية من الأحماض.

 وتُكتب الأعمال بأقلام من قصب أو خشب متعدد المنابت، مصري وتركي وجاوي وإيراني، ولكُلّ نوع قلم خصائص من ناحية الكتابة بخط عريض وآخر للتشكيل ومنها ما يصلح للأحبار الثقيلة أو الخفيفة. كما يستعمل أحبارًا غالبيتها من صناعته حيث يدخل في صناعتها الصمغ العربي والعسل والماء المقطر وأصباغ طبيعية. 

واجهت عبدالرحمن العديد من التحديات و العقبات عند المضي قدما في مشروعه الخاص، لكنّ الإنسان الطموح لا يستسلم أبدًا. إن مشروعه يتطلب الوقت والجهد ولكنّ شغف عبد الرحمن جعله يتمتع بصناعة وتصميم لوحاته، ولكنَّه يواجه صعوبة في التوسع لأنه يقوم بكامل العملية حتى التوصيل. لذلك، تعاون عبد الرحمن مع Crafts.Market؛ لتصل منتجاته لعدد أكبر من الناس.