يعتبر فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية و الأردنية المتوارثة عبر الأجيال، والتي تطورت مع مرور الزمن إلى حرفة؛ فأصبحت مورد رزق لفئة كبيرة من النساء في فلسطين و الأردن؛ حيث توفرت فيها خصائص تتلاءم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع. وقد رافق هذا التطور ابتكار نماذج جديدة ذات قيم جمالية عالية مستوحاة من أصالة هذه الحرفة، وقد امتازت المرأة الفلسطينية و الأردنية، وخصوصًا الريفية، بإتقانها لفن لتطريز؛ فإستعملته في الكثير من مجالات الحياة؛ إذ زينت به بيتها وثوبها وأدواتها الخاصة؛ مستوحية رسوماتها وزخرفتها وألوانها من طبيعة بلادها وبيئتها المحلية؛ لهذا فنحن نرى التطريز يختلف من منطقه إلى أخرى في تنسيق الألوان والرسومات؛ فلكل منطقه جغرافيه عناصرها ومكوناتها وتشكيلاتها الزخرفية المستمدة منها والمناسبة لها.

تعلمت الفنانة "دلال أبو شاشية" التطريز من والدتها ومارسته على مدى الثلاثين عاماً، في البدايات عملت بالقطاع العام لبعض دور الأزياء، حيث شعرت أنها تتعرض للظلم و عدم التقدير، من هنا كانت نقطة فاصلة للإنطلاق بمشروع خاص بها تكون قادرة على تطوير نفسها به.

شاركت الحرفية دلال أبو شاشية بعدة بازارات ومعارض و دورات تعليمية ساعدتها بوضع لبنه الأساس بعملها والقدرة على بيع قطعها لشريحة أكبر من الزبائن الذين أثنوا و إعجبوا بعملها، بمجهودها وحبها للتطريز كانت قادرة على بناء ثقة بينها وبين الزبائن لمعرفتهم بفخامة ودقة القطع التي تقوم بتطريزها.

كانت النقطة الدافعة لهذه الحرفية الرائعة هي حلمها بتعليم ابناءها وهذا ما إستطاعت تحقيقه رغم الصعاب، أثمر تعبها على مدار السنون الماضية حيث أثرت بمجتمعها المحيط وساهمت بخلق فرص عمل للسيدات من بيوتهن، و المعارض تتواصل معها لعرض قطعها لكثرة الإستحسان لمطرزاتها، الأمر الذي أوصلها للقاء الأميرة بسمة بنت الحسين التي ساهمت بدعمها.

تتمنى دلال أبو شاشية أن تكون بصمة فارقة بعالم المطرزات حيث تتطمح لنشر فن التطريز الأردني و الفسطيني العريق و المحافظة عليه، ومن هنا كان ل Crafts Market الدور الأساسي لمساعدتها بالبيع و الترويج لعملها .