بعد أن أنقذه القدر من إرتداد حبال المراكب البحرية في عرض البحر، قرر القبطان فراس الحردان ذو 47 عاماً أن يحوّل هذه الحبال التي كادت أن تودي بحياته يوماً ما إلى تحف فنية جميلة بإبتكار مجسمات هندسية بتقنية (العقد البحرية) لينفرد في إنجاز فني تراثي يسهم في إثراء المنتج السياحي المحلي.

يعمل القبطان الحردان في مجال إنقاذ البواخر حيث تخرّج من جامعة عراقية في مجال العلوم البحرية و الميكانيك غير أن تجربته القاسية مع حبال القوارب التي إرتدت ذات يوم صوبه مرتطمةً بقاربه محدثةً أضراراً جسيمة نجا بأعجوبة من تلك الحادثة التي يتذكرها بحزن.

من العقبة بدأ الحردان هذا الفن المغزول من الحبال ، حيث بدأ باللوحات الضخمة التي أنتجها بحب و شغف، ثم بالتحف التي لاقت إستحساناً للبيئة المحلية و العالمية. و بسبب شغفه للحرفة التي إبتكرها حاول أن يساعد مجموعة من الشباب على تعلّمها لتصبح مصدر رزق لهم، و أسهم الحردان أيضاً في تشغيل أيدي عاملة من سيدات العقبة لتجهيز ملحقات التحف من مطرزات و ملابس و خيم.

تحف العُقَد البحرية هي حرفة تفرّد بها الحردان ولا توجد إلّا في مدينة العقبة، حيث يظنّ السيّاح  أن أعماله جاهزة أو مستوردة من بلدان آسيوية لدقتها و جمال تفاصيلها الى أن يشاهدوه يقوم بإنجازها أمامهم، لذلك حاول الحردان جاهداّ أن تصل حرفته الى كل مكان سواء في الأردن او عالمياً، لذلك شارك في العديد من المعارض و الفعاليات ثم لجأ الى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر عمله الى أنها لم توصله الى الإنجاز الذي يريده، الى أن تعرّف على منصة CRAFT MARKET ، مؤكداً بأن إنضمامه الى سوق الحرف قد جمع بين حرفة تُبهر الزبائن و وسيلة توصل حرفته الى العالم آملاّ النجاح الذي يرجوه من هذه المنصة.