درست الصبيحي تخصص المحاسبة في الجامعة، إلا أنها لم تشأ أن تكون أناملها حبيسة الأرقام، بل سخرتها في صناعات القطع الفنية، حيث بدأت مشوارها الحرفي قبل ٢٣ عاما بمشاريع منزلية بسيطة مثل تنسيق الزهور وصناعة الأشجار الصناعية وتصميم مفارش من الخرز وأول من جسدت السوسنة السوداء الاردنية من الخرز ثم حصلت على عشرات الدورات المتخصصة في مجال تدريب الحرف اليدوية منها (النحاسيات، النسيج ، تهذيب الشماغ، الاكسسوارات، صناعة الشموع، الحرق على الخشب ،الامويل "قلب الخيزران"، صناعة الدمى التراثية) وغيرها من الحرف اليدوية ، ثم انضمت إلى جمعية صناع الحرف التقليدية
التي تعنى بالحرف التقليدية لتنطلق من خلالها إلى سوق العمل والمشاركة في البازارات والمعارض على مستوى المملكة ثم توجهت إلى تطوير منتجاتها وتطوير من الخامات المستخدمة في صناعات الحرفية وعليه قررت التوجه الى خامات مستوحاة من البيئة الاردنية ليس ذلك وحسب بل تعتبر من التراث الثقافي الغير مادي الحامي للهوية الوطنية وانها شارفت على الانقراض وبعد اطلاعها على احتياجات السوق المحلي، فكان الخيار هو عالم القشيات وما يتنوع ويندرج تحته من خامات من المواد الزراعية الثانوية ومن مخلفات الأرض كأعواد الحلفا او ما تسمى بالبوط وسعف النخيل وآلياف شجر الموز وقش القمح (القصل) السلسيل وغيرها من الخامات الطبيعية والتي كانت تسبب أعباء على المزارعين وتسبب تلوث بيئي جرّاء حرقها فكان اختيار الصبيحي لهذا المنتج أحدث نقلة نوعية في محتوى ما تقدمه من مخرجات سياحية ثقافية تراثية تجسد من خلالها تراث الآباء والأجداد، بالأطباق والسلال و الجونة والقبعة والحصر جميعها قطع تراثية تحاكي الماضي واصبحت تنفذ تصاميم تواكب العصر مثل الحقائب والمعلقات وكراسي القش المبتكرة ودمجت بعض الخامات والجلود والمطرزات وخشب الزيتون على بعض منتجاتها لتحلق في سماء الفن والإبداع والابتكار والتميز، ولم تقف عند هذا الحد فقد دخلت عالم التدريب من أوسع أبوابه فكانت المدرب المعتمد للعديد من المراكز والهيئات الخاصة والعامة وفي جميع انحاء المملكة لنشر هذه الحرفة الاردنية التقليدية واستدامتها.
الصبيحي حولت موجوداتها إلى حرف فنية تحتفي بالتراث، وهي التي تعمل الآن “باحثة ومشرفة ومدربة للحرف التقليدية”، كما أنها ناشطة اجتماعية، وعضو هيئة إدارية للعديد من الجمعيات والهيئات وعضو في البرنامج الوطني الشبابي أبناء الملكة ويضم مجموعة من الشباب والشابات من أبناء هذا الوطن المتطوعين الذين يخدمونه.