تعتبر صناعة الخزف أو ما يعرف بالفخار من أوائل الحرف في تاريخ البشرية، فهي خليط رائع من الأصالة والمعاصرة ومن الحرف اليدوية التقليدية الشاقة التي لا يُقبِل عليها إلا من يحبّها ويقتنع بها، فينعكس ذلك في أعماله، فالخزفي حرفي فنان يقضي ساعات طوال في تشكيل تحفته حتى يخرجها بإنتاج فني إبداعي مختلف عما تنتجه الألة.

تتمتع الفنانة خالدة الخريسات و زوجها رائد الحوراني بخبرةٍ طويلةٍ في مجال صناعة الخزف، حيث كان لديهما شغف بالأشياء المصنوعة يدويًا، ولكنها لم تفكر أبدًا في تحويل شغفها إلى مهنةٍ تتخذها مصدر دخلٍ لها تساعدها في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة. مع مرور الوقت و في عام 2009 قررت الفنانة خالدة و زوجها رائد أن يفتتحا مشروعهما الخاص في مجال صناعة الخزف و الذي أطلقا عليه اسم ( سالتوس ) نسبةً إلى مدينتهما السلط. بدأت خالدة في تصميم و إنتاج مجموعةٍ مُختارةٍ من العناصر بإستخدام فن الخزف، حيث كانت تقضي وقتها في صناعة قطع فنيةٍ مصنوعةٍ يدوياً كالأواني و المزهريات و الصحون، والعديد من الديكورات الأخرى. كانت مشكلة توافر الأيدي العاملة من أكبر التحديات التي واجهتها خالدة في هذا المجال، فقامت بعقدِ دوراتٍ تدريبية هي و زوجها لتعليم العديد من الشبّان و الشابّات، حتى يتمكنوا من الإندماج في المجتمع و تحسين أوضاعهم المادية من خلال تعلّم حرفة صناعة الخزف و العمل في مشروع سالتوس، والأن يعمل في المشروع خمس سيدات و أربعةٌ من الشباب. كما يقدّم المشروع خدمة التجربة السياحة لصناعة القطعة الفخارية مدتها ساعتين لزوار مدينة السلط من داخلها وخارجها والسوّاح الأجانب، والهدف هو بيع قصة المنتج ونشر الثقافة الخزفية لدى العديد من الزوار.

شاركت خالدة في العديد من المعارض و البازارات، بالإضافة إلى حصول مشروعها على جائزة الملك عبدالله للعمل الحر، حيث تشرّف مشروعها بزيارةٍ من جلالة الملك عبدالله الثاني و ولي عهده. و من باب السعي وراء إيصال أعمالها إلى أكبر فئةٍ من العملاء محلياً و عالمياً، قررت خالدة الإنضمام إلى منصة CRAFTS MARKET حتى تشاركها نجاحاتها، و تساعدها في مجال الخدمات التسويقية، عبر طاقمٍ مُختصٍ يهدف إلى تسويق الأعمال اليدوية بأحدث الأساليب، لمساعدة الحرفيين العاملين في مجال الأشغال اليدوية، و بهدفٍ غير ربحيّ.